النفط: نبع فتنة طامة عمت العالم بأسره، فكل الحروب الحديثة كان وراءها النفط وكل الأزمات سببها النفط.

وتصدى للبحث عن النفط أناس جشعون طماعون همهم جمع المال بأي وسيلة،

والنفط عند العرب ماذا نقول عنه أهو نعمة أم نقمة؟

في سورية النفط نقمة منذ أن استلمته الأيدي الخائنة حتى يومنا هذا.

كان النفط في سورية يستثمر لصالح الطغمة الحاكمة منذ بداية السبعينات، يتمتعون به، ولا يصل إلى الشعب منه شيء إلا اليسير.

حتى أن العاملين فيه النسبة الغالبة منهم من طائفة اللانظام ولباقي الشعب الحصة الصغرى من الموظفين.

وقد سار استثمار النفط باستخدام العقلية الروسية التي يغلب عليها الجمود والتقليدية ، حتى دخلت شركات عقود الخدمة التي أدخلت الطرق الحديثة في استثمار النفط ،وكانت حريصة على الإنتاج بأعلى معدل ممكن ،بسبب الجشع والطمع من قبل اللا نظام والشركات الأجنبية وكان الطرفان يسرقان من بعضهما بالغش والتزوير بالتراضي من قبل الطرفين وصيغة العقود (51%) للانظام ، و(49%) للشركات ، تدلك على ان اللانظام يهمه ان يستلم حصته بأي ثمن ،حتى لو دفع نصف سعر النفط ، لأنها أتاوة يجب أن يدفعها لهذه الشركات ،وبالتالي لدولها أمريكا والدول الأوروبية حتى يحافظ على كرسيه ،المهم أن النفط كان يستنزف ويستثمر بطرق خاطئة أو صحيحة علمياً ؟ لا يهم المهم الفائدة المادية التي تصب في مكتب تسويق النفط الذي كان مقره القصر الجمهوري وكان مدير هذا المكتب أهم من وزير النفط.

ثم حدثت الثورة، التي حرص المنتفعون المتسلقون فيها على استثمار النفط بشكل جائر وغير علمي، ما يهمهم هو المال والربح السريع، وما زال النفط في سوريا يتعرض للتخريب والاستثمار الجائر حتى يومنا هذا.

الواقع الحالي للحقول السورية مؤلم فقد تعرضت للسرقة والتخريب وعبث العابثين والجاهلين والطامعين، فأساؤوا ودمروا وما زالوا يستنزفون وينهبون بلا رادع ولا ضمير ولا إنسانية، وهم ينتجون بطرق تقليدية وبدائية، ولذلك فالأمل كبير بأنه في حال عاد الخبراء والاختصاصيون النفطيون السوريون، واستلموا الحقول فإنهم بإذن الله قادرون على إصلاح ما أفسده المفسدون، واستثمار النفط من جديد بطرق علمية صحيحة، ويكون ريع النفط لصالح الشعب ينتفع منه ويتحسن المستوى المعيشي والرواتب والخدمات لصالح المواطن بإذن الله تعالى.

وكمقارنة فإن الأمر لم يتغير بين الماضي والحاضر بالنسبة للنفط في سوريا فسابقا في عهد اللانظام كانت الغاية السرقة والاستثمار السريع الجائر والربح السريع، وحالياً استثمار بطرق بدائية بلا إمكانيات والغاية الربح والسرقة والله المستعان.

وفي الختام: لدينا كوادر نفطية ذات خبرة علمية وعملية ممتازة رائعة، والنفط يحتاج إلى تكاتف الأيدي وتضافر الجهود من :(عمال وفنيين ومهندسين وجيولوجيين وجيوفيزيائيين وخبراء في مجال النفط)، لإصلاح الآبار واستثمار النفط بشكل علمي صحيح وطرق مدروسة، والأمل بخبرائنا ومهندسينا المنتشرين في كل بقاع الأرض أن يعودوا إلى بلدهم ويشمروا عن ساعد الجد ويعيدوا الحياة لحقولنا التي شارفت على الموت ومقترحات المرحلة المقبلة ان شاء الله:

  • تعاون جميع اختصاصي النفط لإعادة تأهيل واستثمار الحقول النفطية
  • إعادة تقييم ودراسة الآبار النفطية والغازية ودراسة وضعها الحالي واقتراح ما يلزم لإصلاحها وتشغيلها.
  • إعادة إجراء دراسات مخزونية حديثة وجديدة لكل الحقول السورية، التي يجدي إجراء دراسات ( (simulation لها من قبل خبرائنا ومهندسينا لتقليل الكلفة إلى الحد الأدنى.
  • تفعيل العقلية الديناميكية والمرنة وبعد النظر في قرارات التشغيل والتوظيف والتخطيط.
  • اعتماد مبدأ فريق العمل بكل مفاصل العمل بحيث يتعاون الجميع للوصول الى الأداء الأمثل.
  • اعتماد التخطيط السليم والبعيد المدى في كل حقول النفط.
  • اعتماد أحدث ما وصل إليه العلم في مجال النفط.
  • الأمانة والإتقان والإخلاص في العمل، وأن يكفي العاملون في مجال النفط وتأمين جميع مستلزماتهم.

 

 

بقلم المهندس: محمود عباس إبراهيم